الحوار – قواعد الحوار – آداب الحوار
الحوار طبعا وسيلتنا لتبادل المعرفة ونقل انطباعاتنا حول النتاج المعرفي للاخرين وتوصيل انطباعاتنا حول طرحهم
فلا بد ان يكون هناك قواعد سلوكية تضبط توظيفنا لهذة القيمة ..
وطبعا لابد من الاعتراف بالحق فللأمانة وقفت على حالات جميلة لتدارك بعض المواقف السلبية الطارئة وسرعة تحويلها
الى خط إتصال إيجابي بكل عناية وبوقت قياسي مما أضاف على تلك الحوارات كثير من الروح الإيجابية.
لكن من المفيد ايضا أن أؤكد على ضرورة تدارك بعض الملامح السلبية التي قد تطغى علىالسلوك الحواري بين حين واخر ..
لانرفض الاختلاف بل نعتبره بعد مهم يساهم في اثراء القضايا المطروحة ويضيف لها بابعاد كبيرة من العمق ..
والتزام الإيجابية في طرح الرأي المخالف قد تساهم في اضافة محاور جديدة قد تتكفل بتمديد روح الموضوع ليأخذ حقه من النقاش البناء والمثمر لاطول فترة ممكنة .
مع الحرص عندما تكون هناك ملاحظة معينة على اسلوب الحوار ممكن استخدام الصياغة الايجابية لطرح هذه الملاحظة ..
هذا مع مراعاة تأجيل إبداء الرأي حول التفاصيل الصغيرة و لتكون هي البعد الثاني بعد الرد على الموضوع والقضية المطروحة وكذلك مراعاة عدم القفز للتفاصيل او العبارات الفرعية والإنشغال بها وإهمال المحور الأساسي الموضوع..
اللغة عامل مهم للتعبير عن الفكرة واللغة هي أداة التعبير التي نوصل من خلالها أفكارنا وردود أفعالنا وإنطباعاتنا للاخرين
ومصطلح لغة في علم البرمجة االلغوية العصبية يعني الصياغة الايجابية لأفكارنا التي نريد ايصالها للاخرين
وهو مايطلق عليه في علم البرمجة اللغوية ” مهارة نمذجة اللغة “
وهناك نقطة لاتقل أهمية عن طرح أفكارنا بالصياغة الايجابية
وهي الحرص ايضا على برمجة عقولنا وتهيأتها للتلقي الإيجابي أو اختيار الافتراضات الايجابية للمؤثر حتى تكون الاستجابة ايجابية ،
فلنفترض دائما ان وراء أي عبارة قصد إيجابي حتى لوكانت الصياغة سلبية لان تصعيد الامور غالبا لايجعل الامور افضل ولو ان هناك قصد سلبي ورجحنا الاحتمال الايجابي سنكون راضين عن النتائج اكثر فيما لوحصل العكس غالبا .
الحرص دائما على البدأ بعبارة ايجابية مهما كان امتعاضنا او استياءنا من رأي الطرف الاخر اثناء النقاش .
مراعاة عدم التسرع في الرد ونحن في ثورة غضب لانه في القراءة الثانية وبعد زوال حالة الغضب سيختلف التلقي تماما مما يمكننا من الرد بصياغة ايجابية مهما كان التعبيرو مهما وصل بنا الحد في لاختلاف مع الاخر .
فالإستجابة أو رد الفعل الايجابي قد يجعل الطرف الاخر يراجع طريقة إستجاباته السلبية والتي قد تكون بعيدة عن موضوع الطرح وتساعده على تدارك الموقف
فورا وتغيير حالة تلقيه للموضوع .
.. …. ..
بعض النقاط من بحث للاستاذ /عماد الخالدي
” شبكة نور الاسلام”
التي قد تساعد على بناء حوار ايجابي
بخصوص التعامل مع تقييمات الاخرين حول طرحك:
لا نأخذ تقييمات الآخرين على أنها حقيقة كاملة وموضوعية تنطبق علينا أو على أنها أحكام قاطعة ضدنا أو في حقنا, لأننا عندما نعتبرها كذلك نعطي لتقييمات الناس قيمة أكبر مما ينبغي ونسمح لهم بالتأثير بشدة في مجرى حياتنا وفي النتيجة فإننا سوف نوجه حياتنا طبقاً لتوقعات الآخرين ومتطلباتهم، بدلاً من توجيهها في ضوء حاجاتنا وقيمنا الخاصة، والحل يكون باعتبار التقييمات الموجهة من الآخرين آراء ووجهات نظر قد تمتلك الحقيقة أو بعضاً منها أو تخالفها ويمكن لنا استخدام عبارات لها تأثير إيجابي تجاه ما يطرحه الآخرون كتقييمات لنا:
• لا أتفق معك في حكمك علي.
• إن لي رأياً مخالفاً وربما لم تنظر إلى المسألة من كافة جوانبها.
• في الواقع إني أرى نفسي بشكل مختلف عن طرحك.
لكن هذا لا يعني عدم توجيه الشكر للآخرين أو التعبير عن المشاعر الإيجابية وقبول المجاملة وتبادلها.
للحوار الإيجابي عدة صفات منها أنه:
1. موضوعي: يهتم بالموضوع وليس الشخص.
2. واقعي: يبحث في الوقائع قبل أن يقفز إلى تأويلها.
3. متفائل: لا يفترض سوء الظن، ويتلمس الأفضل.
4. صادق: لا يخادع ولا يكذب.
5. متكافئ الطرفين: يحترم فيه كل طرف الطرف الآخر ولا يستعلي عليه.
وأشار لنقطة مهمة
” الاعتراف بأننا لسنا في الحقيقة كاملين أو معصومين أو أننا نمتلك الصواب بعينه، وفي حال معرفتنا بارتكابنا خطئاً واضحاً لا بد من استباق النقد لأنفسنا وهذا في الواقع خير أسلوب لتفريغ التوتر “.
ولم يغفل الإسلام قيمة الحوار
وأصدق دليل إشارة بعض الايات القرانية لتتعامل مع اراء الطرف الاخر بايجابية..
. البدء في الحوار بالأفكار المشتركة:
• {قُلْ يا أهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوا إلى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم إلا نَعْبُدَ إلا اللهَ ولا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً ولا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أرْبَاباً مِنْ دُوْنِ الله} آل عمران 64.
3. إنهاء الحوار السلبي بالإيجابية والاتفاق:
{ قُلْ يا أيُّهَا الكَافِرُون لا أعْبُدُ ما تُعْبُدُون ولا أنْتُم عَابِدُونَ ما أعْبُد ولا أنَا عَابِدٌ ما عَبَدْتُم ولا أنْتُم عَابِدُونَ ما أعْبُد لَكُم دِيْنُكُم وليّ دِيْن}
…..
على كل حال التزامنا بمبادئ الحوار الايجابي
يجنب الكثير من مواقف سوء الفهم او عشوائية التعامل مع رأي الطرف الاخر ..
ويمد جو الإتصال بطاقة ايجابية محفزة لمواصلة الحوار..
تابعنا